jeudi 5 mai 2011

علمتني الحياة

Leave a Comment


علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا

ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي على المآسي سدولا

والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا

أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا

أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته أو نبيلا

لست أخشى من اللئيم أذاه لا, ولن اسأل النبيل فتيلا

فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب والوداد بديلا

في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا

ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا

فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا

علمتني الحياة أن لها طعمين مرا وسائغا معسولا

فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا

أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقما وإن سلسبيلا

نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعا و أفولا

نحن كالريح ثورة وسكونا نحن كالمزن ممسكا و هطولا

نحن كالظن صادقا وكذوبا نحن كالحظ منصفا و خذولا


قد تسري الحياة عني فتبدي سخريات الورى قبيلا قبيلا

فأراها مواعظا ودروسا ويراها سواي خطبا جليلا

أمعن الناس في مخادعة النفس وضلوا بصائرا وعقولا

عبدوا الجاه والنضار وعينا من عيون المها وخدا أسيلا

الأديب الضعيف جاها ومالا ليس إلا مثرثرا مخبولا

والعتل القوي جاها ومالا هو أهدى هدى وأقوم قيلا

وإذا غادة تجلت عليهم خشعوا أو تبتلوا تبتيلا

وتلوا سورة الهيام وغنوها وعافوا القرآن والإنجيلا

لا يريدوا آجلا من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا

فتنة عمت المدينة والقرية لم تعف فتية أو كهولا

وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست ربا ولا بعثت رسولا

أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا


أكثر الناس يحكمون على الورى وهيهات أن يكونوا عدولا

فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيلا

ولكم أعطوا الملح فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا

رب عذراء حرة وصموها وبغي قد صوروها بتولا

وقطيع اليدين ظلما ولص اشبع الناس كفه تقبيلا

وسجين صبوا عليه نكالا وطليق مدلل تدليلا

جل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتمثيلا

فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا القليلا

يوم سن الفرنج كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا

نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيلا


علمتني الحياة إن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا

قالت: والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا

إن تر الشر مستفيضا فهون لا يحب الله اليئوس الملولا

ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا

وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا

فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا

ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا

رب جوعان يشتهي فسحة العمر وشبعان يستحث الرحيلا

وتظل الأرحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا

ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا

صور ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا


قال صحبي : نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا

قلت أما جروح نفسي فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا

غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعس المرذولا

لست أرضى لأمة أنبتتني خلقا شائها وقدرا ضئيلا

أنا أبغي لها الكرامة والمجد وسيفا على العدا مسلولا

علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا هزيلا

علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا
إقرأ المزيد

mardi 3 mai 2011

موت الحب

Leave a Comment

قصص الحب كثيرة ومتكررة في تفاصيلها،وظروفها ونهاياتها

كلها تكاد تكون متشابهة...مهما اختلف المضمون

معظم التكرار يأتي في النهايات أما البدايات فتختلف

وأعظم تكرار في النهاية.....هو النهاية ذاتها

كل شيء قد يبدأ بهدوء وينتهي بهدوء

إلا الحب يبدأ بسلام.....وينتهي بعاصفة

هي عاصفة تقتل العشب الأخضر في نفوس المحبين وتطفئ شمعة في قلوب

تخاف الظلام والوحدة

لا يمكن للحب أن ينتهي بسلام.....بهدوء....وإلا ما أصبح حبا

جمال الحب أن ينتهي.....كيفما كانت النهاية

لايمكن أن نحتفظ بالوردة الصغيرة طول العمر ستذبل في أيدينا وتموت

الوردة الجميلة تلك التي نعيش معها لحظات....ثم تغدرنا تاركة صورة جميلة

لو بقيت الوردة طويلا ،ستتغير صورتها ستصبح جافة كأغصانها التي قسا

عليها الزمن...عندها ستموت....ومعها صورتها الجميلة

جمال الحب أن لا يعيش طويلا،فقد خلق بعمر قصير

نحاول جاهدين أن نطيل عمره،لكنا نعجز،فهذا قدره

نعتقد أن استمرار الحب استمرار لسعادتنا معه

لكن من قال أن في الحب سعادة؟

جمال الحب أنه خليط من لذة وألم

لا الألم يدوم...و لا اللذة تقهر الزمان

قد يثمر الحب ارتباطا لكنه لا يعيش ليرى الأبناء والأسرة

عمر الحب قصير،وكثيرا ما ينتهي قبل أن يبدأ

ونحن نعجل في النهاية....عندما نحاول أن نؤجلها

الحب لا يبقى خالدا إلا في قصة في عبرة في ذاكرة

أما الحياة فلا تعرف الخلود

خلودها نهاية

وجمال الحب أن ينتهي

إقرأ المزيد